الأربعاء، 17 فبراير 2010





كتيب المخُتصَرُ فى سيرة سّيد البشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوانى فى الله هذا كتيب المخُتصَرُ فى سيرة سّيد البشر قد وجته عندى فحببت ان أشارككم ايه فهو يتكلم عن سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- باختصار حتى لا يمل القارئ ومن أراد التفاصيل فليرجع إلى كتب السيرة .
وأحب ان أنوه جميع الأخوة ان هذا الكتيب ليس من تأليفى وإنما أنا قمت بنقله دون زيادة أو نقصان .

ومألفه هو

هشام الكامل حامد الشافعى الأزهرى
إمام وخطيب جامع الظاهر بيبرس

كما أنى استسمح فضيلة الشيخ وأعتذر له فى نقلى للكتيب دون الرجوع إلبه ، فقد فعلت هذا لتعم الفائدة وأبتغاء الاجر من الله ، وأرجو من الأخوة القارئين الدعاء للشيخ أولا والدعاء لى ثانيا .

التقديم

الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراَ طيباَ مباركاَ فيه ، والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ،
فإن سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم - كتب فيها الكثير إلا أننى أحببت أن أكتب كتاباً مختصراً سهلاً جامعاً يقرأ فى وقت يسير دون اختصار مخل يضم القدر الواجب معرفته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فكيف لا نعرف رسولنا الذى نذكره فى كل صلاة وأذان ونُسأل عنه فى القبر ونقف وراءه يوم القيامة طالبين منه الشفاعة .
رزقنا الله وإياكم حبه وشفاعته والسكنى معه فى الفردوس الأعلى ...آمين .

نسبه

هو سيدنا" محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤىّ بن غالب ابن فهر بن مالك بن النضر بن كنَانة بن خُزَيمة بن مُدركَة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان"- صَلى الله عَليه وسلم - ويتصل نسبه إلى "إسماعيل" بن "إبراهيم "عليهما السلام

أمه - صَلى الله عَليه وسلم -

السيدة آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، من أطهر بيوت مكة وأشرفها

مولده - صَلى الله عَليه وسلم-

ولد الرسول- صَلى الله عَليه وسلم - فى مكة فى شعب بنى هاشم يوم الأثنين 12 ربيع الأول الوافق 20 أبريل 571 م فى عام الفيل , يتيم الأب ( فقد مات والده بعد أن حملت أمه ببضعة أشهر ) وسماه جده عبد المطلب " محمداً " ليكون محموداً فى الرض والسماء .

رضاعته - صَلى الله عَليه وسلم -

أول من أرضعته أمه آمنة , ثم ثويبة جارية أبى لهب عم الرسول -صَلى الله عَليه وسلم- ( التى أعتقها عندما بشر بمولد النبى -صَلى الله عَليه وسلم -) ثم حليمة السعدية ( التى نالها الشرف والفضل بحلول النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بدارها فعم فيه الخير والبركة ) .

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

حادثة شق الصدر

وقعت أربع مرات
  • الأولى : عندما بلغ الرابعة من عمره أتاه جبريل وميكائيل فشقا صدره الشريف واستخرجا قلبه وغسلاه بماء الثلج وأخرجا منه شيئا وقال له جبريل "هذا حظ الشيطان منك"(البخاري كتاب الصلاة باب 1,مسلم كتاب الإيمان باب 74)
  • الثانية: وقد وقعت قبل بلوغه -صَلى الله عَليه وسلم-
  • الثالثة : قبل الوحى .
  • الرابعة: قبل المعراج إلى السماوات السبع .

وفاة أمه-صَلى الله عَليه وسلم-

عندما عاد النبى-صَلى الله عَليه وسلم- إلى حضانة أمه لينعم بحنانها وعطفها أرادت أن تزور أخوالها بنى النجار بالمدينة وتزور قبر زوجها عبد الله وأخذت معها الرسول -صَلى الله عَليه وسلم- ، وعند العودة مرضت فماتت فكان النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يتيم الأب والأم وعاد إلى مكة مع أم أيمن جارية أبيه وكان النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى السادسة من عمره

فى حضانة جده عبد المطلب

تولى تربيته جده عبد المطلب ، فكان له نعم المربى والمحب بل كان يجلس معه ويحبه أكثر من أولاده ، راجياً له المستقبل العظيم إلا أنه لم يدوم له طويلاً فمات بعد عامين .

فى حضانة عمه أبى طالب

لما بلغ النبى - صَلى الله عَليه وسلم - الثامنة من عمره حضنه عمه أبو طالب فهو أخو أبيه من جهة الأب والأم فنشأ فى بيته بين أولاده ونال حبه حتى تزوج رسول الله - صلى الله عليه و سلم -.


حرفته - صلى الله عليه وسلم -

إن أول عمل قام به النبى - صَلى الله عَليه وسلم - رعى الغنم ( حرفة الأنبياء والمرسلين ) و كان فى الثامنة من عمره ثم عمل بالتجارة مع عمه وهو فى الثانية عشرة من عمره .

الراهب بحيرا

سافر به عمه إلى الشام فلما نزل الركب بٌصَرى (مكان قرب الشام ) رآه راهب يسمى بحيرا وكان يتعبد فى صومعته وكان نصرانياً فعرف النبى حيث كانت تظل الركب سحابة فدعاهم للضيافة فتحرك القوم ولم تتحرك السحابة
فقال الراهب لأبى طالب : "هل تركتم أحداً ؟"
قال : "نعم غلاماَ صغيراَ" ،
فأمر بأحضاره فتحركت السحابة كلما سار النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ،
فسأل الراهب" من ابوه ؟"
قال : "أنا"
فقال الراهب : "ما كان لهذا الغلام أن يكون له أب على قيد الحياة " ،
قال : "أنا عمه" ،
قال الراهب : ارجع به فإن عٌرفَ قتلوه" ،
فعاد به عمه إلى مكة

حرب الفِجَار

لما بلغ النبى -صَلى الله عَليه وسلم- العشرين من عمره وقعت حرب بين "قريش " و "كنانة " ضد قبيلة "قيس عِيلان " وقد أشترك النبى -صَلى الله عَليه وسلم- مع أعمامه يجهز لهم النبل للرمى ، وانتهت بالصلح ، وسميت بحرب "الفِجَار " لأنها وقعت فى الأشهر الحرم

حلف الفضول

أجتمعت قريش بعد حرب "الفِجَار" فى دار "عبد الله بن جٌدْعان التيمى " وتعاهدت على نصرة المظلومين وقد شهد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- هذا الحلف وقال بعد نبوته : " لو أُدعى به فى الإسلام لأجبت " لأن هذا الحلف يدعو للفضيلة .

زواجه من السيدة خديجة بنت خويلد

اشتهر النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بالصدق والأمانة والسمعة المحمودة فعمل مع السيدة خديخة فى التجارة فأرسلت معه غلامها "ميسرة " ، وعند العودة من الرحلة قص عليها ما رآه من صدق النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى المعاملة وكيف أحبه كل من رآه وكيف زادت أرباح التجارة ، فكان هذا دافعاً للسيدة خديجة أن تخطبه لنفسها ، وكانت السفيرة بينهما "نفيسة بنت منبه" فذهب النبى -صَلى الله عَليه وسلم- مع أعمامه وخطبها ،وخطب أبو طالب خطبة النكاح.

مهر السيدة خديجة

كان مهرها من الذهب اثنتى عشرة أوقية ونصف ، فهى و من خير نساء قريش نسباً وأكثرهن مالاً وجمالاً وكانت تسمى فى الجاهلية الطاهرة وكان عمره -صَلى الله عَليه وسلم- خمسة وعشرين عاماً وهى فى الأربعين من عمرها.
وكانت تزوجت قبله بـ "أبى هالة بن زرارة التميمى" و "عتيق بن عابد المخزومى" .


بناء الكعبة

لما بلغ النبى -صَلى الله عَليه وسلم- خمسة وثلاثين عاماً أصاب سيل جدران الكعبة حتى تصدعت فأعادوا بناءها إلا أن القبائل تنازعت على من يضع الحجر الأسود مكانه لما فى ذلك من الشرف العظيم ، فاحتكم القوم إلى أول رجل يمر بالطريق فإذا بالقوم يهللون : "إنه الصادق الأمين " -صَلى الله عَليه وسلم- فأمر النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بثوب فوضع الحجر فيه وأمر ان تأخذ كل قبيلة طرفاَ منه وعندما وصلوا إلى موضع الحجر وضعه النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بيده الشريفة فى مكانه .


النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يتعبد فى غار حراء

كان النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يخلوبنفسه فى غار حراء شهراً فى العام يتعبد بشريعة إبراهيم - عليه السلام- قبل البعثة ، وبعد أن بلغ الأربعين جاءه "جبريل" -عليه السلام - فى غار حراء فقال له : "أقرأ" قال :"ما أنا بقارئ " فضمه ضمة شديدة ثم أرسله وقال له : "أقرأ" قال : "ما أنا بقارئ" ، فضمه ضمة شديدة ثم أرسله فقال له :"أقرأ" قال النبى -صَلى الله عَليه وسلم- :"ما أنا بقارئ" ، فقال "جبريل " : (اقْرأْ بِاسْم رَبِّكَ الََّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* ) (سورة العلق 1-4 ) ، ثم تركه "جبريل" وهو يقول يا "محمد" أنت رسول الله ،فعاد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- إلى زوجته يرتجف فؤاده وقص عليها ما حدث

ورقة بن نوفل

هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم السيدة خديجة الذى ذهبت إليه مع رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- فأخبره بما حدث فقال له ورقة بن نوفل : "هذا هو الناموس الذى نزل على موسى " وصدّق ما رآه النبى -صَلى الله عَليه وسلم- إلا انه مات ولم يدرك الدعوة



أقسام الوحى

1-الرؤيا الصادقة فكل ما يراه النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى المنام يتحقق
2-ما كان يلقيه الملك فى قلب النبى -صَلى الله عَليه وسلم- من غير أن يراه
3-أن يتمثل له الملك فى صورة رجل
4-أن يأتيه فى مثل صلصلة الجرس وهو شديد على رسول الله
5-أن يرى الملك فى صورته التى خلق عليها
6-ما أوحاه الله إليه وهو فوق السماوات ليلة المعراج
7-كلام الله له -صَلى الله عَليه وسلم-بلا واسطة ملك




الدعوة

مكث النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يدعو قومه سراًفأسلم له "أبوبكر" أول الرجال والسيدة "خديجة" أول النساء و"على بن أبى طالب" أول الصبيان و:زيدبن حارثة"أول العبيد و "أم أيمن"الحبشية أول الإماء ثم نشط "أبو بكرالصديق "فى الدعوة فأتى بخمسة قد دخلوا فى الإسلام هم :
1-عثمان بن عفان
2-الزبير بن العوام
3- عبد الرحمن بن عوف
4-سعد بن أبى وقاص
5-طلحة بن عبيد الله التيمى
ثم بدأ النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يدعو عشيرته الأقربين ثلاث سنين سراً إلى أن جاءت مرحلة الجهر بالدعوة .

الجهر بالدعوة

جمع النبى -صَلى الله عَليه وسلم- قومه وقال : "أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادى بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقىَّ؟ " (البخارى كتاب تفسير القرآن باب 29) قالوا : "نعم ما جربنا عليك إلا صدقاً" . هنا أخبرهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بالدين الجديد وعبادة الله قائلاً: "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" ،فلم يرد أهل مكة بشئ إلا أن أبا لهب رد بالسوء ، وبعد ذلك بدأ الناس يستجيبون للدعوة ، وبدأ النبى -صَلى الله عَليه وسلم-يدعو قومه ليل نهار ، فتعرضت قريش لمن أسلم بالأذى .


الهجرة الأولى إلى الحبشة

لما أشتد إيذاء المشركين لمن أسلم أمرهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة فراراً بدينهم و أخبرهم أن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد أسمه "النجاشى" ، وكان عددهم أحد عشر رجلاً وخمس نساء ، وكان ذلك فى السنة الخامسة من البعثة ، إلا أنهم عادوا فى نفس السنة ظانين أن الأمر فى مكة قد أستقر وأسلم كثير من أهلها .

الهجرة الثانية إلى الحبشة

لما عاد المهاجرون من الحبشة وجدوا الحال فى مكة أسوأ مما كان فكثر عددهم حتى وصل إلى اثنين وثمانين من الرجال وثمانى عشرة امرأة هاجروا فى السنة السادسة من البعثة ، وهذا دليل على شدة الإيذاء لمن أسلم ، فأرسلت قريش "عمراً بن العاص " إلى " النجاشى " مطالباً برد المهاجرين إلا أن "النجاشى " أرسل إلى "جعفربن أبى طالب " الذى رد على مزاعم "عمرو بن العاص " وأعلمه أنهم فارون بدينهم من أذى المشركين فرفض "النجاشى" ردهم.


المقاطعة

اجتمعت القوى الباغية من قريش على عدم التعامل مع كل من أسلم ومقاطعة بنى هاشم وبنى المطلب وقطع الأسواق عليهم ، وأستمر الحصار ثلاث سنين حتى وصل الأمر بالمسلمين إلى أكل أوراق الشجر فسعى بعض الفضلاء لإنقاذ بنى هاشم وبنى المطلب والمستضعفين وقاموا بنقض الصحيفة التى تعاهدت قريش بالالتزام بما فيها والتى وضعوها داخل الكعبة وعندما رجعوا إليها وجدوها قد أكلتها الأرضة ما عدا كلمة "باسمك اللهم "وهؤلاء الفضلاء هم :
1-هشام بن عمرو
2-زهير بن أبى أمية
3-المطعم بن عدى
4-أبو البخترى بن هشام
5-زمعة بن الأسود

عام الحزن

فى السنة العاشرة من البعثة مات عم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- أبو طالب الذى كان يمثل الحماية المادية للنبى -صَلى الله عَليه وسلم- فحزن عليه حزناً شديداً وبعده بثلاثة أيام أو خمسة ماتت زوجته السيدة خديجة التى كانت تمثل الحماية المعنوية للنبى -صَلى الله عَليه وسلم- فكان عام حزن على رسولنا -صَلى الله عَليه وسلم-

الخروج إلى الطائف

بعد موت عم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- آذت قريش النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فخرج يطلب النصرة من الطائف إلا أنهم آذوه حتى جاءه ملك الجبال فسلم وعرض عليه أن يطبق الجبلين عليهم فقال النبى -صَلى الله عَليه وسلم- :"بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً " (البخارى كتاب بدئ الخلق باب 6 -مسلم كتاب السير باب 39 ) فقال له الملك : " أنت كما سماك ربك رءوفاً رحيماً ".






الإسراء والمعراج

الإسراء هو السير ليلاً والمعراج هو الصعود لإلى أعلى . الهجرة إلى المدينة بسنة ونصف تقريباً جاء "جبريل" إلى النبى -صَل الله عَليه وسلم- ومعه البراق (وهى دابة لا يركبها إلا الأنبياء سريعة جداً) فركبها النبى-صَلى الله عَليه وسلم- ليلاً حتى وصل إلى بيت المقدس فصلى بالأنبياء إماماً وهذا دليل على تفضيله عليهم ،ثم صعد مع "جبريل " إلى
السماء الأولـــــى
فرأى "آدم "-عليه السلام- ثم صعد إلى
السماء الثانيـــــة فرأى "عيسى" -عليه السلام-و"يحيى"-عليه السلام-ثم صعد إلى
السماء الثالثــــــة فرأى "يوسف"-عليه السلام-ثم صعد إلى
السماء الرابعــــة فرأى "إدريس"-عليه السلام- ثم صعد إلى
السماء الخامسـة فرأى "هارون"-عليه السلام- ثم صعد إلى
السماء السادسة فرأى "موسى" -عليه السلام- ثم صعد إلى
السماء السابعــة فرأى البيت المعمور الذى تحجه الملائكة وهو فوق الكعبة عمودياً ، فرأى "إبراهيم"-عليه السلام- يسند ظهره إلى البيت المعمور ،
ثم ذهب إلى سدرة المنتهى وهنا وقف "جبريل" وقال للنبى :"تقدّم فإن تقدّمتَ اخترقتَ وإن تقدمتُ احترقتُ"
فوصل إلى مكان لم يصل إليه مخلوق فكلمه ربه وفرض عليه الصلاة ولما عاد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- إلى قومه أخبرهم بما رآه فصدقه من كان قوى الإيمان وارتد ضعفاء .



النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يدعو القبائل

كان النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يستقبل وفود العرب التى جاءت مكة فى موسم الحج يعرض عليهم الإسلام حتى قابل جماعة من يثرب استجابوا لدعوته إلا أنهم لم يبايعوه.


بيعة العقبة الأولى

عاد وفد يثرب بعد عام من المقابلة الأولى للنبى -صَلى الله عَليه وسلم- عند العقبة وعددهم اثنتا عشر رجلاً من الأوس والخزرج وبايعوا النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ، فأرسل معهم "عبدالله بن أم مكتوم" و "مصعب بن عمير" يعلمان من أسلم القرآن ويدعوان الناس إلى الإسلام.


بيعة العقبة الثانية

بعد مرور سنة من إرسال "مصعب" إلى يثرب عاد إلى مكة ومعه ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان بايعوا النبى -صَلى الله عَليه وسلم- على النصرة وحماية الدعوة ، وقد نجح "مصعب بن عمير" فى غرس الإسلام فى نفوس أهل يثرب وجعلها مهيئة لاستقبال الدعوة الإسلامية التى خرجت من المدينة إلى العالم أجمع .


الهجرة إلى المدينة

عندما اشتد إيذاء المشركين لمن أسلم أذن النبى -صَلى الله عَليه وسلم- للمسلمين بالهجرة إلى المدينة فراراً بالدين ونشراً للإسلام فى بقعة جديدة ، وكان أول من هاجر "أبو سلمة" وكانت الهجرة سراً إلا أن "عمر بن الخطاب" هاجر مجاهراًََََ متوعداً لكل من يحاول منعه ، ولما حان الوقت لهجرة الرسول-صَلى الله عَليه وسلم-، وكان "أبو بكر" يتمنى أن يكون رفيقاً له فى رحلته فنال هذا الشرف العظيم وهاجر النبى-صَلى الله عَليه وسلم-على راحلة اشتراها من "أبى بكرالصديق"وسلك طريقاً بعيداً عن أنظار قريش واختبأ فى غار ثور ثلاثة أيام وكانت "أسماء بنت أبى بكر" تأتيهما بالطعام والشراب ودليلهما فى الرحلة "عبد الله بن أريقط"


أم معبد

وفى اثناء الرحلة مر النبى-صَلى الله عَليه وسلم- وصاحبه على امرأة فطلب منها لبن فأعتذرت قائلة إن شاتها ضعيفة وليس فى ضرعها لبن فمسح النبى -صَلى الله عَليه وسلم- على ضرع الشاة فجاءت باللبن الوفير فسقاها وسقى من كان معه وشرب آخر القوم -صَلى الله عَليه وسلم- تواضعاً منه وعندما عاد زوجها تعجب مما حدث فوصفت له النبى-صَلى الله عَليه وسلم-فعرفه وأخبرها أنه هو النبى-صَلى الله عَليه وسلم- واستمرت الرحلة ثمانية أيام ينام النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بالنهار ويسير فى ظلام الليل ، وكان أهل يثرب يخرجون كل يوم ينتظرون وصول النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فلما وصل أنشدوا

طلـــع البـــدر علينا مــــن ثنيّات الوداع
وجـب الشكر علينا مــــــــا دعا لله داع
أيـها المبعوث فينا جئت بالأمر المــطاع
جئت نورت المدينة مرحبــــاً يا خير داع

فوصل النبى -صَلى الله عَليه وسلم- إلى قباء وبنى بها أول مسجد فى الأسلام وصلى فيه أول جمعة وترك النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ناقته تسير وكان يقول للأنصار الذين أرادوا شرف استضافته "دعوها فإنها مأمورة" (تاريخ الطبرى جزء2/ص396) حتى وصل إلى مربد لغلامين يتيمين من بنى النجار فاشتراه منهما بمال اقترضه من "أبى بكر الصديق" وبنى عليه مسجداً وحجرات زوجاته .

أعمال النبى -صَلى الله عَليه وسلم-فى المدينة

لما وصل النبى -صَلى الله عَليه وسلم-إلى يثرب سميت بالمدينة المنورة حيث نورها قدومه -صَلى الله عَليه وسلم-وقام بالآتى :
1-بناء المسجد
2-المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
3-إبرام العهود والمواثيق مع يهود المدينة .
فالمسجد بناه ليكون مقر تأدية العبادة ومركز تبليغ الرسالة ومكان تلاقى المؤمنين ، ومعنى المؤاخاة أى جعل لكل رجل من الأنصار أخاً له من المهاجرين يساعده بماله ومسكنه ، والمواثيق والعهود عقدها مع يهود بنى قينقاع وقريظة والنضير فعاهدهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم-على السلام وحسن الجوار وهذه الأعمال الثلاثة كانت نواة فى بناء الدولة الأسلامية

غزوات النبى -صَلى الله عَليه وسلم-

لم تكن غزوات النبى -صَلى الله عَليه وسلم- العسكرية أنتقاماً أو أعتداءً أو حباً لسفك الدماء بل كانت رداً للأعتداء وتأديباً لكل معتد ونشراً للدعوة وحماية لها ، وقد أرسل النبى -صَلى الله عَليه وسلم- السرايا الحربية قبل غزوة بدر لتأمين المدينة وحمايتها .

بدر الكبرى :17 رمضان 2هــ

علم الرسول -صَلى الله عَليه وسلم- بقدوم قافلة تجارية لقريش (ألف عير)يقودها أبو سفيان فقال لأصحابه :"اخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها" إلا أن أبا سفيان أرسل يطلب العون من قريش وسلك طريقاً آخر ونجت القافلة , فأشار أبو سفيان بعودة المشركين إلا أن أبا جهل أقسم أن يمكث عند بدر ثلاثة أيام يشرب الخمر ويسمع الغناء وتسمع به العرب فتهاب قريشاً وهنا خرج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- لملاقاتهم مع ثلاثمائة وستة عشر مقاتلاً فى سبعين بعيراً وثلاثة أفراس ، وكان عدد المشركين تسعمائة وخمسين مقاتلاً ومعهم سبعمائة بعير ومائة فرس ،ودارت المعركة وأنزل الله الملائكة لتثبيت قلوب الموحدين وكان النصر للمسلمين وقد استشهد أربعة عشر شهيداً وقتل فيها عدو الله أبو جهل وبعض صناديد قريش .
قال تعالى:(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (123 ال عمران)


غزوة بنى قينقاع :شوال 2هــ

هم من اليهود الذين يسكنون المدينة وعاهدهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- وعاهدوه وكانوا صناعاً للذهب ،فبعد انتصار المسلمين فى بدر ظهر عداؤهم للمسلمين وتعاطفهم مع قريش فحذرهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- من جزاء ذلك حتى وصل الأمر بهم أن امرأة مسلمة دخلت سوقهم فربط يهودى ذيل ثوبها بخمارها فانكشفت عورتها فضحك اليهود فصاحت "واإسلاماه" فجاء مسلم فقتل اليهودى فقتلوه فحاصرهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- خمسة عشر يوماً فاستسلموا فطردهم من المدينة جزاء لما فعلوه .


غزوة السويق :ذو الحجة 2هــ

فى الخامس من ذى الحجة من السنة الثانية للهجرة خرج أبو سفيان فى مائتين من مشركى مكة متخففين من الزاد يريدون حرب المسلمين فوصلوا إلى أطراف المدينة وقتلوا اثنين من الأنصار وحرقوا دارين وبعض النخل فلما أراد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- الخروج لحربهم فروا وكان يلقون عن أكتافهم السويق (نوع من أنواع الطعام) وكانت مدة غياب النبى -صَلى الله عَليه وسلم- عن المدينة خمسة أيام .


غزوة أحد : شوال 3هــ

وقعت بالقرب من جبل أحد وسببها أن قريشاً اجتمعت لرد هزيمتهم يوم بدر فخرجوا فى جيش عدده ثلاثة آلاف مقاتل وخرج المسلمون لملاقاتهم وعددهم سبعمائة مقاتل وأمر النبى -صَلى الله عَليه وسلم- خمسين رامياً بالوقوف فوق الجبل ولا يتركون أماكنهم إلا بأمر النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ودارت المعركة وكان النصر للمسلمين أولا ً فظن الرماة أن المعركة قد أنتهت فتركوا أماكنهم إلا قليلاً منهم فالتف خالد بن الوليد (قبل إسلامه) وقتل من تبقى من الرماة وحاصر المسلمين فانتصر المشركون بسبب عصيان أمر النبى -صَلى الله عَليه وسلم- وقتل من المشركين اثنان وعشرون ومن المسلمين سبعون شهيداً منهم "حمزة"عم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- و "عبدالله بن جحش" و "مصعب بن عمير" و "سعد بن الربيع" وأصيب النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بجروح وكانت درساً مستفاداً للمسلمين .
قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ )[المائدة:92].


غزوة حُمراء الأسد:3 هــ

فى اليوم التالى لمعركة أحد أراد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- أن يلاقى قريشاً ليثبت لهم أنه قادر على حربهم وكان أبو سفيان قائد المشركين عزم على القضاء على المسلمين فلقى "معبد بن أبى معبد الخزاعى" فسأله أبو سفيان : "ماذا وراءك؟" فقال : "يا أبا سفيان فر منهم فإنهم أعدوا العدة لحربكم " ، وحُمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة والتى عسكر فيها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ثلاثة أيام ثم رجع إلى المدينة عندما علم أن قريشاً رجعت عما أرادت .


غزوة بنى النضير :4هــ

وقعت فى السنة الرابعة للهجرة وبنو النضير قبيلة كبيرة من اليهود يسكنون أعالى المدينة وسببها أن النبى -صَلى الله عَليه وسلم- خرج مع نفر من أصحابه يريد منهم أن يعينوه على ديه رجلين قتلا خطأ وجلس يستريح فأجمع اليهود على أن يصعد أحدهم ويلقى عليه صخرة فيموت ، فأعلم الله نبيه بمكرهم ، فعاد إلى المدينة وأرسل النبى -صَلى الله عَليه وسلم- "محمد بن مسلمة الأنصارى" يقول لهم : " إن رسول الله أرسلنى إليكم أن أخرجوا من بلادى لقد نقضتم العهد الذى جعلت لكم بما هممتم من الغدر بى لقد أجلتكم عشراً فمن رُئى بعد ذلك ضربت عنقه .
فرفضوا الخروج فحاصرهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فاستسلموا على أن يخرجوا بأموالهم وأنفسهم وذرياتهم فوافق النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ولكن بدون سلاح .

الاثنين، 15 فبراير 2010

غزوة بدر الآخرة :شعبان 4هــ

قال "أبو سفيان" يوم أحد : "بدر ببدر وموعدنا بدر القادمة" فخرج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى شهر شعان من السنة الرابعة حسب الموعد لملاقاة قريش إلا أنها جبنت ولم تخرج .


غزوة دومة الجندل :ربيع الأول 5هــ

هى مكان قريب من تبوك فى بلاد الشام وهو أبعد مكان خرج إليه النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى ذلك الوقت فى ألف من أصحابه مريداً تأديب القبائل التى كانت تغير على قوافل تجار المسلمين وتهددها إلا أن هذه القبائل فرّت عندما علمت بقدوم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فعاد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- إلى المدينة ولم يتتبعهم لأنه لم يرد حربهم بل أراد تأديبهم وقد وقع .


غزوة الأحزاب :شوال5هــ

أرادت اليهود إيقاع الفتنة فحرضوا قريشاً والقبائل على حرب المسلمين ولم يكن النبى -صَلى الله عَليه وسلم- مستعداً لحربهم فاستشار أصحابه فأشار عليه "سلمان الفارسى" بحفر خندق لا يقدرون تجاوه فوافق النبى -صَلى الله عَليه وسلم- وحفر الخندق وكان المشركون يدورون حوله لعلهم يجدون ثغرة يدخلون منها وكان عددهم عشرة آلاف والمسلمون ثلاثة آلاف وتبادل الطرفان الرمى بالسهام واستمر الحصار شهراً .
  • قبيلة قريظة تخون العهد
لما طال الحصار خاف اليهود أن تمل قريش ومن معها طول الحصار فذهب "حُيى بن أخطب" اليهودى إلى يهود قريظة يطلب منهم نقض العهد مع النبى -صَلى الله عَليه وسلم- وانتهى الأمر إلى رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- فتحقق من الخبر ، وأرسل ينصح قريظة ويذكرهم بالعهد إلا أنهم خانوه .
  • بشائر النصر
جاء "نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعى" إلى رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- قائلاً "إنى أسلمت ولم يعلم قومى بإسلامى " ، فقال النبى -صَلى الله عَليه وسلم- : "إنما أنت رجل واحد من غطفان فلو خرجت فخذَّلت عنا كان أحب إلينا من بقائك فاخرج فإن الحرب خدعة " .(البخارى كتاب المغازى باب27)
فأوقع فتنة بين قريش واليهود بإعطاء اليهود رهناً من البشر من قريش ضماناً للمعركة (وهذا شئ عظيم عند قريش) فعندما رفضت قريش قالت قريظة صدق "نعيم" فاختلفت كلمتهم فأرسل الله عليهم ريحاً عاصفة فى ليلة شديدة البرودة فاقتلعت خيامهم فلم يستطيعوا البقاء فزالت الغمة وعادت قريش بلا جدوى .


غزوة بنى قريظة :5هــ

فى ذى القعدة وأوائل ذى الحجة خرج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- قاصداً رد خيانتهم يوم الأحزاب فلما علموا بقومه أرسلوا مفاوضاً عنهم يطلبون الخروج بأنفسهم وذرياتهم مثل بنى النضير إلا أن النبى -صَلى الله عَليه وسلم- رفض فحاصرهم خمسة وعشرين يوماً بعدها استسلموا فحكَّم فيهم "سعد بن معاذ" فقال : "حكمى فيهم أن يُقتل مقاتلوهم وتسبى نساؤهم وأطفالهم" ، فقال النبى -صَلى الله عَليه وسلم- : "ذلك حكم الله" فقتلوا وكانوا ستمائة رجل وألقوا فى بئر ، وبذلك طهرت المدينة من جميع اليهود .


غزوة بنى المصطلق : سنة 6هــ

وقعت فى السنة السادسة للهجرة وكان سببها أن زعيمهم "الحارث بن أبى ضرار" جمع بعض القبائل يريد حرب النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فتأكد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- من عزمهم فأرسل "الحارث" عيناً تتجسس على المسلمين فلقيه المسلمون فقتلوه فأفزع ذلك بنى المصطلق وألقى فى قلوبهم الرعب ، فلما وصل النبى -صَلى الله عَليه وسلم- إلى موضع مياههم (المُرَيسيع) دارت معركة السهام ساعة فهجم المسلمون عليهم فتحقق النصر وأسرت فيها "جويرية بنت الحارث" فأعتقها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ثم تزوجها وكانت سبباً فى إنقاذ قومها من الأسر .


صلح الحديبية :سنة 6هــ

خرج النبى-صَلى الله عَليه وسلم- قاصداً مكة للعمرة فى حوالى ألف وأربعمائة معتمرٍ ولما بلغ المشركين خروج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- خافوا فاجتمعوا وقالوا "يريد أن يدخا علينا فى جنوده معتمراً والله لا يكون هذا أبداً" فأراد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- أن يعلم قريشاً نيته فأرسل "عثمان بن عفان" إليهم فأقام فى مكة ثلاثة أيام يحاول إقناعهم بكل وسيلة فشاع خبر مقتل "عثمان" بين المسلمين .

بيعة الرضوان

لما شاع خبر مقتل "عثمان" بايع المسلمون النبى -صَلى الله عَليه وسلم- عند الشجرة بيعة الرضوان على قتال قريش فلما علمت قريش بأمر هذه البيعة مالوا إلى السلم محافظة على هيبتهم وعاد "عثمان" سالماً ، وأرسلت قريش "سهيل بن عمرو" يفاوض النبى -صَلى الله عَليه وسلم- على الصلح .
  • أهم شروط صلح الحديبية
1-الهدنة عشر سنين بلا حرب
2-من أراد الدخول فى حلف قريش فليدخل فدخلت فيه قبيلة "بكر" ومن أراد الدخول فى حلف رسوال الله -صَلى الله عَليه وسلم- فليدخل فدخلت قبيلة "خزاعة"
3-تأجيل العمرة للعام القادم ويدخل الرسول مكة ثلاثة أيام بدون سلاح
4-من خرج من قريش بدون إذن وليه ردّه الرسول -صَلى الله عَليه وسلم- ، ومن جاء إلى قريش من المسلمين مرتداً لا يردوه
هذه الشروط وإن كانت قاسية على المسلمين إلا أنها كانت خيراً لهم.

مكاتبة الملوك والأمراء

بعد عقد صلح الحديبية والهدنة بين المسلمين والمشركين تفرغ النبى -صَلى الله عَليه وسلم- لدعوة الدول المجاورة وغيرها وهذا دليل على عموم وشمول الدعوة الإسلامية لجميع الكون .
1-أرسل كتاباً إلى ملك الحبشة "النجاشى" مع "عمرو بن أمية" فأسلم .
2-أرسل إلى "المقوقس" ملك مصر كتاباً مع "حاطب بن أبى بلتعة" فرده رداً جميلاً وأرسل هدايا إلى رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- ولم يسلم .
3-أرسل كتاباً إلى "كسرى" ملك الفرس مع "عبد الله بن حذافة السهمى" فمزق كتاب رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- فدعا عليه بتمزيق ملكه وقد كان .
4-أرسل كتاباً إلى "قيصر" ملك الروم مع "دحية بن خليفة الكلبى" فأعطاه مالاً وكسوة ولم يسلم .
وغير ذلك من الكتب فى أنحاء العام


غزوة خيبر: المحرم 7هــ

وقعت من المحرم فى السنة السابعة ، وخيبر مدينة ذات حصون عظيمة تبعد عن المدينة بمائة وثمانين كيلو متراً تقريباً وسببها أن خيبر التى لم يكن بينها وبين النبى -صَلى الله عَليه وسلم- أى عداء صارت ملجأ ليهود بنى "قينقاع " و "النضير" ،فتغير موقفهم حتى اتصلوا بقبائل "غطفان" وتحالفوا ضد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فخرج إليهم بمن شهد معه صلح الحديبية وكانت حصونهم ثمانية وقال النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى هذه الغزوة : "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه" غأعطاها لـ "على بن أبى طالب" ، فلما رأى اليهود جيش المسلمين فروا إلى حصونهم فأخذ المسلمون يفتحونها حصناً بعد حصن حتى تم النصر وكانت الغنائم كثيرة فأراد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- طردهم من أرضهم فقالوا دعنا فى هذه الأرض نزرعها فاعطاه لهم على أن يكون للمسلمين نصف ثمارها .


عمرة القضاء:فى شهر ذى الحجة 7 هــ

خرج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى ألفين سوى النساء والصبيان معتمراً فدخل مكة وأقام فيها ثلاثة أيام وفى هذه العمرة تزوج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بالسيدة "ميمونة بنت الحارث العامرية" وسميت بعمرة القضاء لأنها كانت قضاء عن عمرة الحديبية أو لأنه دخلها مصالحة .

غزوة مؤتة :جمادى الأولى 8 هــ

وقعت فى جمادى الأولى من السنة الثامنة وكان سببها قتل مبعوث النبى -صَلى الله عَليه وسلم- "الحارث بن عمير الأزدى" الذى أرسله إلى عظيم "بُصرى" وكان قتل السفراء جريمة بشعة (ومؤتة قرية بأدنى الشام شرق الأردن) فجهز النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ثلاثة آلاف مقاتل وأعطى القيادة لــ "زيد بن حارثة" وقال : "إن قتل فالقيادة لجعفر بن أبى طالب فإن قتل فلعبد الله بن رواحة فإن قتل فاختاروا من شئتم " ، وقد استشهد الجميع واختار المسلمون "خالداً بن الوليد " وكان عدد أهل "مؤتة" مائة ألف من جنود "شرحبيل" أمير "مؤتة" وأمده ملك الروم بمائة ألف أخرى فلما تولى "خالد" القيادة نظم الصفوف فظن الروم أن مدداً جاء للمسلمين فإذا بــ "خالد" ينسحب من المعركة محافظاً على جنود المسلمين ، وقد استشهد فيها اثنا عشر رجلاً ومات من الروم الكثير .
وهذة المعركة تركت أثراً كبيراً فى نفوس الروم والعرب وعرف الجميع أن المسلمين قوة لا يستهان بها .

فتح مكة:20 رمضان 8هــ

هذا الفتح هو أعظم الفتوح الإسلامية فقد دخل النبى -صَلى الله عَليه وسلم- أرضه التى أخرج منها وكسر أصنامها وحرر الكعبة من المشركين ، وسببها أن قبيلة "بكر" الموالية لحلف قريش هجمت ليلاً على قبيلة "خزاعة" الموالية للنبى -صَلى الله عَليه وسلم- وقد عاونت قريش "بكراً" فقتلوا عشرين قتيلاً فذهب "عمرو بن سالم الخزاعى" زعيم خزاعة يطلب النصرة من رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- فقال له النبى -صَلى الله عَليه وسلم- : "نصرت يا عمرو" (البخارى كتاب المغازى باب 44 ) فلما فعلت قريش ما فعلت ندمت على ما صنعت إلا أن النبى -صَلى الله عَليه وسلم- جهز جيشاً كبيراً يبلغ عشرة آلاف مقاتل وسار نحو مكة سراً فلما وصل إلى "الجحفة" لقيه عمه "العباس" مسلماً مجاهراً فخافت قريش وخرج أبو سفيان ينظر ما الأمر . فلقيه العباس فذهب به إلى النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فقال له : "أسلم" فأسلم "أبو سفيان" وأسرع إلى قومه قبل دخول النبى -صَلى الله عَليه وسلم- مكة وقال لهم : "لقد جاءكم رسول الله بما لا قبل لكم به فمن دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن" (البخارى كتاب المغازى باب 2) .ودخل النبى -صَلى الله عَليه وسلم- مكة ساجداً على بغلته ولم يقع قتال إلا من ناحية "خال بن الوليد" فقد هاجم بعض المشركين وقتلوا رجلين من المسلمين وقُتل منهم عشرون ، وأسر من مشركى مكة ألفان فقال لهم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- : "ما تقولون فىَّ؟" قالوا "أخ كريم وابن اخ كريم" ، قال النبى -صَلى الله عَليه وسلم- : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" (البخارى كتاب المغازى باب 3) وقد دخل الناس فى دين الله أفواجاً وأسلم ألفان يومها وكُسِّرت الأصنام (كانت ثلاثمائة وستين صنماً) وطُهرت مكة من الأصنام . قال تعالى { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا } (سورة النصر).

غزوة حنين :8هــ

خافت العرب من المسلمين بعد فتح مكة فاجتمعت قبيلتا هوازن وثقيف للشورى وأجمعوا أمرهم على حرب رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- تحت قيادة "مالك بن عوف" الذى أعد ثلاثين ألف مقاتل وأمرهم أن تكون نساءهم وأطفالهم خلف رجالهم وبعدهم الإبل والأموال (ليكون ذلك مانعاً لكل فار منهم ودافعاً على قتال المسلمين ) فخرج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- لملاقاتهم فى جيش عدده اثنا عشر ألف مقاتل فاغتر بعض المسلمين وقالوا : "لن نُهزم اليوم عن قلة " فشق ذلك على رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- حيث إنهم نسبوا النصر للكثرة مع كون النصر من عند الله تعالى ، فلما دارت المعركة فوجئ المسلمون بالمكر والدهاء والخديعة التى دبرتها حنين ففر الكثير من صفوف المسلمين ولم يثبت إلا القليل ، فنادى النبى -صَلى الله عَليه وسلم- : "أنا النبى لا كذب أنا ابن عبد المطلب" (البخارى كتاب المغازى باب 8) ، فعادوا ودارت الدائرة على "هوازن وثقيف" وكان النصر للمسلمين وصارت نساءهم وأموالهم غنيمة للمسلمين وبذلك تعتبر هذه الغزوة درساً مستفاداً للمسلمين .

غزوة تبوك :9هـ

وصلت الأخبار إلى رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- بأن الروم تعد العدة لحرب المسلمين فأعد لهم جيشاً كبيراً بلغ ثالثين ألف مقاتل ، وسميت بغزوة العسرة لشدتها فكانت الناقة تحمل خمسة أو ستة من المحاربين وفيها جهز "عثمان بن عفان" ثلاثمائة مقاتل وأخرج "أبو بكر" ماله كله فى سبيل الله وهى الغزوة الوحيدة التى أعلم النبى -صَلى الله عَليه وسلم- جنوده إلى أبن المسير وذلك لشدتها وصعوبتها ولما وصل النبى إلى تبوك لم يجد جيش الروم فقد فروا عندما سمعوا بقدوم رسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- . وقد كان لهذه الغزوة أثر كبير عند العرب فكيف يفر ملك الروم أمام قوة المسلمين؟ .

عام الوفود

بعد غزوة تبوك تتابعت الوفود من سائر الجزيرة العربية لتعلن الولاء والطاعة لرسول الله -صَلى الله عَليه وسلم- لتؤمن مستقبلها قبل أن يصل إليها الفتح الإسلامى ، ومن هذه الوفود وفد عبد قيس ، وتميم ، وبنو سعد بن بكر ووفد ثقيف .


حجة الوداع:10هــ

فى العام العاشر الهجرى خرج النبى -صَلى الله عَليه وسلم- لأداء فريضة الحج (وهى الوحيدة التى أداها فى الإسلام) فقد خرج من المدينة فى الخامس والعشرين من شهر ذى القعدة وحج قارناً من ذى الحليفة وحج معه أكثر من مائة ألف من المسلمين وخطب فيه النبى -صَلى الله عَليه وسلم- خطبته المشهورة التى سميت بخطبة الوداع وفيها أرسى قواعد الحرية والعدل والمساواة .

وفاة الرسول -صَلى الله عَليه وسلم- 12ربيع أول سنة 11هــ

فى أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشر من الهجرة فى بيت "ميمونة بنت الحارث" بدأت أعراض المرض تظهر على النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فلما اشتد عليه المرض استأذن زوجاته أن يكون فى بيت "عائشة" فأُذن له، وفى أثناء مرضه أمر "أبا بكرالصديق" أن يصلى بالمسلمين إماماً ، واستمر مرضه -صَلى الله عَليه وسلم- ثلاثة عشر يوماً وفى صبيحة يوم الأثنين الثانى عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة فاضت روحة الطاهرة إلى ربه عن ثلاثة وستين عاماً ، وكان موته -صَلى الله عَليه وسلم- صدمة شديدة على المسلمين وأعلن الخبر "أبو بكر الصديق" وكُفن فى ثلاثة أثواب بيض بعد أن غُسل فى ثيابه التى مات بها ، وغسله عمه "العباس" و "الفضل بن العباس" وابن عمه "على بن أبى طالب" و "أسامة بن زيد" وشقران مولاه و"قثم بن العباس" .
وصلى عليه المسلمون فرادى الرجال ، ثم النساء، ثم الأطفال ، ودفن -صَلى الله عَليه وسلم- فى حجرة السيدة "عائشة" ليلة الأربعاء.

زوجاته -صَلى الله عَليه وسلم-

تزوج النبى -صَلى الله عَليه وسلم-بزوجات فاضلات كل واحدة منهن تزوجها بأمر الله لا لشهوة أو لغرض دنيوى.

1- السيدة خديجة بنت خويلد: تزوجها النبى-صَلى الله عَليه وسلم- وهو فى الخامسة والعشرين وهى بنت الأربعين وظلت معه إلى أن ماتت قبل الهجرة بثلاثة أعوام ، ولم يتزوج عليه فى حياته.
2-السيدة سودة بنت زمعة: تزوجها النبى-صَلى الله عَليه وسلم- فى السنة العاشرة من البعثة ، فقد مات زوجها فى أرض الحبشة وكانت معه فعادت إلى مكة ، وكان أهلها لى شركهم فخشى النبى -صَلى الله عَليه وسلم- أن يفتنوها فتزوجها ، ماتت فى خلافة عمر بن الخطاب.
3-السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق: تزوجها فى السنة الأولى من الهجرة وكان زواجها أمنية لـ "أبى بكر الصديق" فزادت الصلة بينهما ، وهى أصغر زوجاته والوحيدة التى تزوجها بكراً ، وتوفيت فى 17 رمضان 58 هــ.
4-السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب: مات زوجها إثر إصابته يوم بدر، فعرض "عمر"زواجها على بعض من صحابة النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فلم يجبه أحد ، فتزوجها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى السنة الثالثة إكراماً لـ"عمر" ، وتوفيت فى شهر شعبان 45 هــ.
5-السيدة زينب بنت خزيمة (أم المساكين): استشهد زوجها يوم بدر ولم يكن لها عائل يعولها فتزوجها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى السنة الثالثة من الهجرة ،وماتت فى السنة الرابعة.
6-السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار الخزاعية: وقعت أسيرة فى غزوة بنى المصطلق وهى بنت زعيمهم فأعتقها النبى-صَلى الله عَليه وسلم-ليرد كرامتها ، وتزوجها فى السنة السادسة فكان ذلك سبباً فى تحرير قومها وإسلامهم ، وماتت سنة 56هــ.
7-السيدة زينب بنت جحش: تزوجها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى ذى القعدة من السنة الرابعة مت الهجرة وكانت بنت عمته ،بعد طلاقها من "زيد بن حارثة" (مولى النبى-صَلى الله عَليه وسلم-) وكان يقال له "زيد بن محمد" فلما حُرم التبنى وطلقها "زيد" تزوجها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- حتى يكو تطبيقا عمليّاً على هدم الآثار والأحكام المترتبة على التبنى ، وماتت سنة 20هـــ.
8-السيدة أم سلمة :وهى "هند بنت أبى أمية المخزومى" وزوجها أبو سلمة أول مهاجر استشهد يوم أحد فتزوجها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- فى شوال من السنة الرابعة تكريماً لزوجها وماتت سنة 62هــ.
9-السيدة صفية بنت حُيى بن أخطب:كانت من يهود بنى النضير أعتقها النبى -صَلى الله عَليه وسلم- وتزوجها وقد أسلمت وأسلم بإسلامها الكثير من قومها ، وكان ذلك فى السنة السابعة من الهجرة وماتت سنة 52هــ.
10-السيدة أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان :كانت متزوجة بـ"عبدالله بن جحش"وهاجرت إلى الحبشة فارتد زوجها وثبتت على إسلامها فكتب النبى-صَلى الله عَليه وسلم-إلى "النجاشى" ملك الحبشة ليزوجها له -صَلى الله عَليه وسلم-، ودخل بها فى المدينة فى السنة السابعة من الهجرة ، وماتت سنة 40هــ.
11-السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية :تزوجها فى السنة السابعة وهو فى طريقه لعمرة القضاء تأليفاً لقومها ، فأسلم الكثير منهم ، وماتت سنة 51هــ.



السرارى

تسرى النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بجاريتين هما :
1- السيدة مارية القبطية : التى أهداها له "المقوقس" ملك مصر فتزوجها بعد أن أعتقها على الأصح وهى أم ولده "إبراهيم" وتوفيت سنة 16هــ .
2-السيدة ريحانة بنت زيد القرظية : كانت من سبايا بنى قريظة دخل بها سنة 6هــ وقيل إنه أعتقها وتزوجها .

أولاده -صَلى الله عَليه وسلم-

1- القاسم : مات طفلاً ولم يبلغ عمره سنتين بمكة ، وهو أول من مات من ولده -صَلى الله عَليه وسلم-
2- عبد الله "الطيب" مات صغيراً بمكة .
3- إبراهيم : ولد فى ذى الحجة من السنة الثامنة من الهجرة ، عاش سنة وعشرة أشهر ، ودفن بالبقيع .
4- زينب : تزوجت بابن خالتها "أبى العاص بن الربيع" وماتت فى السنة الثامنة من الهجرة.
5- رقية : تزوجها "عثمان بن عغان" وماتت فى السنة الثانية من الهجرة بعد .
6- أم كلثوم : تزوجها "عثمان بن عفان" بعد موت "رقية" ولذلك سمى بــ"ذى النورين" لأنه تزوج بنتى النبى -صَلى الله عَليه وسلم- ماتت سنة 6هــ .
7- فاطمة : تزوجها "على بن أبى طالب" وماتت بعد النبى -صَلى الله عَليه وسلم- بستة أشهر وهى الوحيدة من أبنائه التى عاشت بعد النبى -صَلى الله عَليه وسلم-
وكل أولاده من السيدة "خديجة" عدا "إبراهيم" فإنه من السيدة "مارية القبطية" .



أعمامه - صلى الله غليه وسلم -

الحارث - الزبير - جحل - ضرار - المقوم - ابو لهب - العباس - حمزة - أبو طالب

عماته - صلى الله عليه وسلم -

أميمة - أم حكيم - برًة - عاتقة - صفية - أروى


أخواله - صلى الله عليه وسلم -

أسود - عبد يغوث - عمير

خالاته - صلى الله عليه وسلم -

فريضة - فاختة

أخوته فى الرضاعة - صلى الله عليه وسلم -

من ثويبة جارية ابى لهب
1-عمه حمزة
2- أبو سلمه بن عبد الأسد
3- مسروح بن ثويبة

من حليمة السعدية
1- عبد الله بن الحارث
2-أبو سفيان بن الحارث
3- الشيماء
4- أنيسة بنت الحارث

معجزاته -صَلى الله عَليه وسلم-

المعجزة أمر خارق للعادة يظهر على يد نبى دليلاً على صحة دعوته، وقد وقعت معجزات كثيرة لنبينا -صَلى الله عَليه وسلم- أعظمها القرآن الكريم الذى تحدى الله به العرب وغيرهم ، ومن معجزاته انشقاق القمر ، وحنين الجزع (الذى كان يقوم عليه النبى -صَلى الله عَليه وسلم- اثناء الخطبة ولم يسكت حتى وضع النبى -صَلى الله عَليه وسلم- يده وأحتضنه) ، وتسبيح الحصى فى كف النبى-صَلى الله عَليه وسلم- ، وحنين الجمل (الذى اشتكى صاحبه للنبى-صَلى الله عَليه وسلم-) ،ونبع الماء بين أصابعه الشريفة ، وغير ذلك من معجزات لا حصر لها .

أخلاقه - صلى الله عليه وسلم-

لقد وصف الله تعالى خُلُقَه فقال "وإنك لعلى خلق عظيم "
وقال النبى-صَلى الله عَليه وسلم- : "أدبنى ربى فأحسن تأديبى" (اخرجه السيوطى فى الجامع وضعفه الألبانى) وسئلت السيدة عائشة عن خلقه فقالت " كان خلقه القرآن"
لقد كان الرسول مثلاً أعلى فى كل شيىء حسن جميل فكان النبى -صلى الله عليه وسلم - المثل الأعلى والقدوة الصالحة للأخلاق الحميدة.

الخاتمة

اللهم إنك أنت السميع البصير من له ملك السموات والأرض أسألك أن تصلى على نور الأنوار سيدنا "محمد" المختار ، وآله الأطهار وأصحابه الأخيار ، عدد نعم الله وأفضاله ، اللهم اته الوسيلة والفضيلة ، والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذى وعدته إنك لا تخلف الميعاد ، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه صلاة تنجينا بها من الأهوال والآفات ، وتقضى لنا بها جميع الحاجات ، وتحفظنا بها فى اليقظة والمنام ، وتبلغنا بها أقصى الغايات فى الحياة وبعد الممات ، إنك سميع قريب مجيب الدعوات ، اللهم اكتب لنا حج بيتك الحرام وزيارة قبر نبيك المصطفى ، اللهم أحينا على سنته وتوفنا على ملته واجعلنا من أهل شفاعته وارزقنا فى جواره حسن الختام يارب العالمين .
اللهم أجعل هذا العمل خالصاَ لوجهك الكريم ونقه من كل شرك ورياء ونفاق وتقبله بفضلك وجازٍ عنه كل من شارك فيه أو نقل عنه بعضه أو بذل فيه جهداَ خالصاَ لوجه الله الكريم بكل خير ، واقبل أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم إنك أنت الغفور الرحيم .
وليعلم القارئ أنه إن كان فى هذا العمل نفع وخير وصلاح فمن الله وحده وتوفيقه ، وإن كان به خطأ أو سهو عن غير عمد فمن أنفسنا ومن الشيطان وقانا الله ذلك .

وفقنا الله جميعنا الى ما فيه رضاه

أهم المراجع التى اعتمدنا عليها

تاريخ الطبرى - فتح البارى - صحيح البخارى - صحيح مسلم - الترمذى - ابن ماجه - طبقات بن سعد - ابن هشام - زاد المعاد